بناء مجتمعات للعلوم المفتوحة
جدول المحتويات
تنزيل الملف باللغة الإنجليزية
عدد المشاهدات
بناء مجتمعات للعلوم المفتوحة
تسهم المجتمعات في قيادة التحول في الطريقة التي نتعامل بها مع البحث والمنح الدراسية في سياق العلوم المفتوحة، فإتاحة البنية التحتية والدعم التدريبي وتوفير الموارد وتشجيع أطر التعاون من شأنه تمكين الباحثين ودعاة العلوم المفتوحة من أداء دور مؤثر في التغيير، وصياغة معايير جديدة، وتوسيع نطاق مجتمعات العلوم المفتوحة عالميًا.
دور مجتمعات العلوم المفتوحة
تشكل مجتمعات العلوم المفتوحة بيئات يتعاون فيها الباحثون ويتعلمون من خبرات بعضهم، ويتبنون الممارسات والقيم الأساسية لهذا النهج. وساعدت هذه الجهود المشتركة في تطوير سياسات وطنية وإقليمية تُسهم في دعم نشر المعرفة والاتصال العلمي. وتهدف العلوم المفتوحة إلى توسيع الوصول إلى المعرفة وتمكين إعادة استخدامها وتعزيز الطابع التعاوني للبحث العلمي عبر إتاحة العمليات البحثية للمجتمع الدولي. وتعمل هذه المجتمعات على رصد التحديات ووضع السياسات وتشييد الهياكل الداعمة، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الباحثين والمؤسسات والجهات الحكومية لدفع مسيرة التقدم العلمي.
فوائد مجتمعات العلوم المفتوحة
تضطلع مجتمعات العلوم المفتوحة بدور محوري في توسيع الوصول إلى المعرفة العلمية، وبناء بنى تحتية دامجة، وتعزيز تبني الممارسات المفتوحة على نطاق واسع. ويسهم نشر الدراسات والبيانات والموارد التعليمية والبرمجيات بتراخيص مفتوحة في ضمان وصول متكافئ وإعادة استخدام فعّالة للمعرفة عبر المجالات والبلدان. كما توفر دعمًا للبنى التحتية البحثية الحيوية، مثل مستودعات البيانات وخوادم المسودات ومنصات مراجعة الأقران، مما يعزز التعاون والشفافية ويساعد في تسريع نشر البحوث. ورغم أن الباحثين الناشئين والتوجهات السياسية الحديثة يقودون موجة التغيير، فإن الانتشار الأوسع للعلوم المفتوحة، خاصة لدى الباحثين المخضرمين، يعتمد على مبادرات دامجة يقودها المجتمع وتُرسّخ العلوم المفتوحة ضمن الثقافة الأكاديمية.
بناء مجتمعات مؤثرة للعلوم المفتوحة
تتطلب عملية بناء مجتمعات فعالة للعلوم المفتوحة التعامل مع تحديات متعددة وتطبيق استراتيجيات محكمة تساعدها على النمو وتحقيق غاياتها، فيتواصل العمل على تعزيز البنية الداعمة وتطوير أساليب المشاركة لضمان بيئة بحثية أكثر انفتاحًا وقدرة على الاستمرار:
بناء المجتمعات عبر بدايات محدودة وأهداف مقصودة
تنطلق المجتمعات الناشئة في العلوم المفتوحة من نطاق صغير دون الحاجة إلى حضور واسع، وتوجه جهودها نحو هدف واضح مثل حل تحدٍ بحثي محلي أو تحسين الوصول إلى البيانات أو تعزيز التعاون في مجال مخصوص، ثم تواصل البناء خطوة بعد أخرى من خلال توطيد الثقة وتنظيم ممارسات مشتركة وتوسيع المشاركة مع تطور الإمكانات، مما يمنحها قدرة أكبر على التعلم وإقامة علاقات تقوم على المصداقية والتفاعل الحقيقي
صياغة أهداف واضحة تدعم الانفتاح العلمي
تحدد المجتمعات ما ترغب في تحقيقه من زيادة إتاحة المعرفة أو دعم الشراكات أو بناء بنى داعمة للعلوم المفتوحة أو ترسيخ ممارسات الانفتاح، ويؤدي وضع أهداف واضحة إلى تنظيم جهود المجتمع وتوجيه مساره.
الحد من التحديات المؤسسية أمام العلوم المفتوحة
تعتمد مؤسسات عديدة سياسات ومعايير تقييم لا تتوافق مع نهج العلوم المفتوحة، مما يصعب مشاركة الباحثين في مجتمعات العلوم المفتوحة ونشاطاتها، ويصبح العمل على تغيير هذه السياسات داخل المؤسسات خطوة محورية لدفع مسار التطور.
يتطلب ذلك إعادة بناء معايير التقييم للاعتراف بما تقدمه العلوم المفتوحة من إسهامات، سواء في استخدام المسودات الأولية أو اعتبار مراجعة الأقران نشاطًا علميًا أو دعم ممارسات الانفتاح مثل البيانات المتاحة للاستخدام والمستودعات التي تعجل نشر البحوث، ويتيح العمل مع القيادات المؤسسية وصناع السياسات إمكانية دفع هذه التحولات إلى الأمام.
معالجة قيود التمويل
تواجه مبادرات العلوم المفتوحة صعوبة في تأمين التمويل خصوصًا في المناطق التي لا تكون فيها فوائد البنى المفتوحة واضحة أو حين لا تتماشى المشاريع مع أولويات الجهات المموِّلة، وللتعامل مع ذلك تعطي مجتمعات العلوم المفتوحة في تلك المناطق الأولوية لتنويع مصادر التمويل وتطبيق نماذج تمويل مستدامة، ويسهم رفع الوعي بأثر العلوم المفتوحة في تغيير توجهات المموِّلين في تلك المناطق.
معالجة العوائق اللغوية
تحد هيمنة اللغة الإنجليزية في التواصل العلمي قدرة الباحثين غير الناطقين بها على المشاركة، ولهذا تعمل مجتمعات العلوم المفتوحة على إعداد موارد بلغات متعددة مثل المواد التدريبية المترجمة والمحتوى التعليمي الملائم للغة المحلية وللبنية المتاحة والقيم الثقافية ونظم المعرفة، مما يساعد الأفراد من خلفيات لغوية مختلفة على التفاعل والإسهام.
توفير الدعم والمساندة
تقدم المجتمعات الدعم عبر توفير الموارد والتدريب الذي يساعد الأعضاء على فهم ممارسات العلوم المفتوحة وتنفيذها بصورة فعّالة، ويدخل في ذلك تنظيم ورش العمل والندوات عبر الإنترنت والدورات التعليمية، مع ضمان إتاحة الأدوات والتدريب والدعم لجميع المشاركين ولا سيما المنتمين إلى مناطق أو تخصصات يقل تمثيلها.
توسيع قاعدة التنوع داخل المجتمع العلمي
تزدهر مجتمعات العلوم المفتوحة حين تعزز المشاركة، وتسعى إلى تشجيع إسهام الباحثين في بدايات مسارهم والباحثين المتمرسين والجهات المعنية كافة لضمان تنوع الخبرات ووجهات النظر المتداولة داخل المجتمع، وتعمل على وضع قواعد مشتركة والاعتراف بجميع الإسهامات وتوفير مسارات يسهل الوصول إليها، فالعلوم المفتوحة لا تنحصر في إتاحة المعرفة بل تمتد إلى تشكيل طرق إنتاجها ومشاركتها
تبني العلوم المفتوحة بوصفها مسارًا مستمرًا
تتطور العلوم المفتوحة بصورة مستمرة، ويستلزم ذلك تقبل الملاحظات والابتكار والتغيير المتتابع، وتتبدل التقنيات وتتحول السياسات وينضم فاعلون جدد إلى هذا الحراك، ويبقى الأهم الالتزام بالانفتاح والشمولية والتعاون الأخلاقي باعتبارها مبادئ راسخة توجه هذا المسار.
الكلمات الختامية
تمثل عملية بناء مجتمعات العلوم المفتوحة والحفاظ عليها خطوة محورية في تحويل مشهد البحث العلمي نحو مزيد من الشمول والشفافية والتعاون، وتمكّن هذه المجتمعات الأفراد في مختلف مراحلهم المهنية من المشاركة في ممارسات العلوم المفتوحة وتطويرها بدءًا من تبادل البيانات وإتاحة الوصول متعدد اللغات وصولًا إلى تطوير البنى الداعمة والمناصرة للسياسات، ورغم استمرار تحديات مثل المقاومة المؤسسية والحواجز اللغوية وقيود التمويل يمكن التعامل معها عبر العمل الجماعي وتحديد الأهداف والالتزام بالعدالة، ومع تطور العلوم المفتوحة تظل المجتمعات قوة الدفع الأساسية التي ترسخ الثقة وتغذي الابتكار وتعزز المسؤولية المشتركة عن كيفية إنتاج المعرفة ونشرها.
الموارد والمصادر
للاطلاع على قراءات إضافية حول مجتمعات الوصول المفتوح يمكن الرجوع إلى الموارد الآتية:
توصيات اليونسكو بشأن العلوم المفتوحة
نحو تبنٍ واسع لممارسات العلوم المفتوحة
مجلة كارنت بايولوجي (Current Biology)، قسم العلوم المفتوحة
البنية التحتية للعلوم المفتوحة بوصفها عنصرًا أساسيًا في منظومة العلوم المفتوحة
اليونسكو: تعزيز البنى التحتية المفتوحة للجميع
يمثل INOSC شبكة دولية تجمع مجتمعات محلية تعمل في العلوم المفتوحة والمنح الدراسية المفتوحة، وتوفر هذه المجتمعات فضاءات يتعلم فيها الأكاديميون من نظرائهم طرقًا تجعل مسارات عملهم أكثر انفتاحًا، ويزداد عدد الأكاديميين الذين ينضمون إلى هذه المجتمعات استعدادًا لتطبيق ممارسات العلوم المفتوحة على أرض الواقع، ويمكنك بدورك الانضمام إليهم وبناء مجتمعك المحلي للعلوم المفتوحة.