حوار خاص مع مؤسسة القاسمي

يواصل الباحثون من مختلف المناطق العمل معاً يومياً لإحداث ابتكارات ثورية تُحدث تأثيراً إيجابياً في مجتمعاتنا في ظل التكاليف المتزايدة والفوارق الهيكلية التي يعاني منها الجنوب العالمي. وتتصدر هذه المبادرات مؤسسة القاسمي (AQF) التي كانت من أوائل المنضمين إلى منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)، وتساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون والابتكار في المجالات الاجتماعية والتعليمية.

أجرينا حواراً مع مديرة البحوث الاستراتيجية والتأثير في مؤسسة القاسمي (AQF) والمدافعة المعروفة عن العلوم المفتوحة/ (جيسيكا مالوخ) لاستكشاف علاقة المؤسسة بمنتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)، ونشاطاتها وفلسفتها حول الانفتاح، ودورها في تفكيك المنهجيات الاستعمارية في مجال البحث العلمي.

مؤسسة القاسمي (AQF) ومنتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)

أثبتت مؤسسة القاسمي (AQF) ريادتها باعتبارها أول عضو ينضم إلى منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)، معبرة عن حماسها الكبير للتعاون والمشاركة مع مجتمعنا المتنامي من المحترفين الشغوفين. قدمت (جيسيكا مالوخ) ورقة بحثية معمقة تناولت فيها قضايا اللغة في مشهد التعليم العالي خلال المنتدى السنوي الثاني في عام 2023، بعنوان “استكشاف التوترات اللغوية والأكاديمية: إعادة صياغة مفاهيم اللغة وإنتاج المعرفة في تعليم الخليج”.

عند سؤال (جيسيكا) عن سبب قرار مؤسسة القاسمي (AQF) بالانضمام إلى منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)، أوضحت أن المؤسسة “ملتزمة تمامًا بتعزيز الوصول المفتوح أو العلوم المفتوحة، ولكني أعتقد أيضًا أنه من المهم جدًا أن نخرج من مجتمعاتنا المحلية بقدر ما نخدمها، وأن نستمع لما يفعله الآخرون في أماكن أخرى، لأنه من خلال ذلك فقط يمكننا تطوير فهم متعدد الزوايا ووضع أفضل الممارسات في أي مجال”. وأكدت أن “هذا الانخراط أساسي لتعزيز أفضل الممارسات وتوسيع شبكة مؤسسة القاسمي لتبادل المعرفة”، وأن الانضمام إلى منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM) كان جزءاً أساسياً من هذه الجهود.

التزام مؤسسة القاسمي بتعزيز العلوم المفتوحة

يتجلى التزام مؤسسة القاسمي بالعلوم المفتوحة من خلال مبادراتها، مثل مجلتها المتاحة الوصول والمستضافة على منصة نولِدج إي. وتؤكد (جيسيكا): “نحن ملتزمون بالوصول المفتوح باعتباره أحد المبادئ الأساسية لتأسيسنا”. وتهدف المؤسسة إلى بناء قاعدة معرفية يتم تبادلها لخدمة الجمهور وصناع السياسات. ويشمل هذا الالتزام تعزيز التعاون بين الباحثين المحليين والدوليين، وترويج تبادل المعرفة، وضمان أن تحظى الأبحاث المحلية بالانتشار العالمي.

كما أشارت (جيسيكا) إلى أن “هدفنا هو تسهيل تبادل المعرفة وتدفقها”. هذا النهج لا يخدم الباحثين المحليين فقط، بل يضيف قيمة إلى المجتمع البحثي العالمي من خلال تقديم رؤى حول التطورات في المنطقة.

تفكيك الأفكار الاستعمارية عن الاتصالات العلمية وإعطاء الأولوية للبحث المحلي

في إطار أول* نشاط من أنشطة وفعّاليات تنمية المجتمع لهذا العام الذي عقده منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM) بعنوان “ندوة حول تفكيك الأفكار الاستعمارية عن العلوم المفتوحة: تفكيك الهياكل الهرمية للمعرفة العالمية“، سلّطت (جيسيكا) الضوء على رؤية المؤسسة لإزالة الاستعمار، مشيرة إلى أن هذا المفهوم رغم تعقيده يتمحور حول الدعم العملي أكثر من كونه مجرد مصطلح. وتوضح: “نحن هنا في الجنوب العالمي، نعمل على بناء مجتمعنا الخاص ونتطلع إلى دعم الآخرين الذين يعملون على بناء مجتمعاتهم أيضًا”. ولا يقتصر هذا الدعم على تقديم المساعدة فحسب، بل يتعلق بتهيئة بيئات تُمكّن الباحثين من مختلف الخلفيات من الازدهار.

تهتم (جيسيكا) الشغوفة بدراسة التاريخ بتعقيدات الهياكل الهرمية العالمية عبر العصور، وتشدد على أهمية احترام الأصوات والآراء المختلفة في عالمنا المتنافر اليوم. وتقول: “من أهم الجوانب هو ضمان حصول الباحثين من جميع الخلفيات على الدعم اللازم لإنتاج أعمال أكاديمية قوية”. هذا الدعم يشمل أيضاً البحث المحلي، الذي ترى (جيسيكا) أنه ضروري لبناء بيئة أكاديمية شاملة.

تسعى مؤسسة القاسمي (AQF) في إطار رؤيتها المستقبلية لتكوين شراكات مع المؤسسات المحلية بهدف تقديم ورش عمل تركز على عمليات النشر والبحث العلمي. وتتناغم هذه المبادرة مع هدفهم الأوسع المتمثل في بناء نظام تعليم عالي مستدام في الخليج. وتختتم (جيسيكا) بقولها: “علينا أن نركز على تنمية المواهب المحلية وتقليل اعتمادنا على المعرفة المستوردة”. يرتبط هذا النهج بالتزامهم بتطوير بيئة بحثية شاملة، والحد من تسرب الكفاءات، وتمكين الباحثين المحليين من تعزيز البيئة الأكاديمية في الخليج والعالم الجنوبي.

وتستمر مؤسسة القاسمي عبر هذه الجهود في دعم بيئة بحثية أكثر شمولية وتعاوناً، مؤكدة التزامها العميق تجاه كل من المجتمعات الأكاديمية المحلية والعالمية.

يشرفنا أن تكون مؤسسة القاسمي (AQF) عضواً في منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM)، ونتطلع إلى شراكات وأعمال تعاونية مستقبلية مع المؤسسة ومع (جيسيكا)، ومع فريق العمل بأكمله.

بإمكانك التوصل معنا عبر البريد الإلكتروني للانضمام إلى عضوية منتدى (FORM) للبحوث المفتوحة: contact@forumforopen.org

We use cookies in order to give you the best possible experience on our website. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies.
Accept